شعار مجتمعنا العربي ... لا عقول إلا في البطون

شعار مجتمعنا العربي ... لا عقول إلا في البطون

بين ثقافة العقول والبطون ..انتفخت بطون وماتت عقول .. فالشيء الوحيد الذي تتحرك فيه عقول الأفراد بمجتمعنا العربي إلا من رحم ربي .. هو كيف تملأ بطونها .. لذا ثقافة العقول لدينا متعددة في مختلف أصناف المطاعم وتباينها حسب بلدانها وتوابلها .. وطرق إعدادها .

ومن ينظر لمجتمعنا العربي يظن مجتمعاتنا في مجاعة .. و كأنها في سباق رهان لواقع رقي فقط محصور في ثقافة الأطعمة .. وليتهم قرنوها بثقافة صحتهم .. لنقول أنهم يأكلون ما ينفعهم ويفيد صحتهم

حتى غدا تشوه الأجسام وتورم الكروش، وتنامي أرداف وضياع قروش في بنائها علامة، وتثاقل الخطوات وانسداد الشرايين عنوان حالة ، وكثرة الجلطات والسكتات القلبية والدماغية ... عادة .. وتميز شخير ، وضيق أنفاس في ليل لا يطيب به للمرء نوم . وتزاد اندهاشا حين تسمع وترى بأن الكروش سموها في بعض المجتمعات بخفة عقولهم وجاهة .. ثم صراخ ...وصراخ وعويل بعد حين ... لأصناف رجيم ... وبألم جديد وضياع المزيد من أموال بين أدوية داء ورجيم حال .

أن تعجر تضاريس أجسادهم بأنواع البدانة المفرطة .. لهو الدليل على انعدام عقولهم .. فلا عاقل يشوه جسده ومنظره .. ولا عاقل .. يضر صحته .. ويضيع أمواله من أجلها .. ثم استنزاف جيوبة ثانية من أجل مداوة بدانته من سلبياتها . فهل كانوا يعقلون ؟؟ . وهل تذكروا القول المأثور لعلي كرم الله وجهه : إذا تذكرت حلاوة الطعام فتذكر مرارة الداء .

ويا ليت التحرك من أجل البطون يضاهيه تحريك للعقول وإشباعها بالمعرفة .. لتحقق على الأقل التوازن المطلوب لسمة الإنسان فكريا. لذلك نجد أن واقع مجتمعنا العربي يثبت أن العقول ليس لها أي نصيب من ثقافة الفكر والعلوم إلا من رحم ربي ... لذا ما زالت 70% من أفراد مجتمعنا العربي ينتابها الخمول والجمود والتبلد والتي بسببها يسودها التخلف . وتبور مكتباتنا بينما تتزاحم مطاعمنا برواد الكروش ... والنتيجة المحتومة مزيد من الشحوم والتبلد والتخلف وانعدام للصحة والجمال والإبداع .

أن التخلف وانعدام العقل هو ما يجعل ظاهرة ثقافة البطون سائدة على ثقافة العقول .
فيا ليتنا نمنح عقولنا ربع ما نمنحه لبطوننا ... لكنا على الأقل في وضع أفضل مما نحن فيه .
وقد قيل إن المرء الذي يهتم بما يأكله، فقيمته ما يخرج منه!!